يعد الكلام وسيلة التخاطب الأولى بين البشر، يعد أي خلل في
جهاز النطق أو طريقة الكلام، مشكلة لها تأثير كبير على مسار حياة أي
شخص.
قد نري شاب في مقتبل العمر يوحي لك مظهره الخارجي من الوهلة الأولى
للقائه، أنك أمام شخصية قوية مليئة بالطاقة والحيوية، منفتحة على
الحياة، لكن بمجرد بدء الحديث معه تبدأ ملامح القوة تتلاشى عن وجهه الذي
يهتز مع كل كلمة ينطق بها، فهو يعاني من التأتأة في الكلام، وقد كان
لهذه المشكلة أثرها البارز والسلبي في حياته وحياة من يعانون من أى خلل
فى النطق أو طريقة الكلام ،وهذه المشكلة المرضية يعانى منها الشخص منذ
فترة الطفولة فهذه المشكلة فتجعله شخصية أنطوائية خجولة حيث عندما
يكون فى حوار مع الأخرين فأنه يعانى من الصعوبة فىمجاراتهم نظراً أن
الكلمات كعاداتها تستغرق وقتاً طويلاً لتكتمل ، وبالتالى يبدأ الأخرين فى
السخرية والاستهزاء ،ومن هنا تبدأ المعاناة التى لايقوى على تحملها ،
فيفضل الابتعاد والانطواء على أنفسهم.
هذا ويؤكد الأطباء أيضاً أن من أسباب شعور الطفل بالاكتئاب والانطواء هو
تناول الأم الحامل لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل، حيث أكدت دراسة
أسبانية حديثة أن الاطفال قد يصابون بأعراض الانطواء بعد الولادة إذا
كانت أمهاتهم تتناول دواء بروزاك المضاد للاكتئاب أو أي مثيل لمادة" أس
أس أر آي" أثناء الحمل.
ومن المشاعر السلبية التي قد تمتلك الطفل أيضا الخجل، ويوضح خبراء الصحة
النفسية، أن الخجل الشديد يعود لثلاثة أسباب متفاعلة هي :
- الوراثة.
- فقدان المهارات الاجتماعية.
- نظرة سلبية للنفس والذات.
ويمكنك عزيزتي الأم أن تعرفي بسهولة إن كان صغيرك خجول أو لا، ومن أعراض
خجل الأطفال :
- قلة الكلام بحضور الغرباء.
- عدم القدرة على التعامل مع الأصدقاء.
- شعور بالقلق والضيق عند الحديث.
- منزوي ومنطوي على نفسه.
- احمرار الوجه.
- تلعثم وارتباك.
- لا ينظر لمن يتكلم معه.
هذا ويرى الدكتور "برناردو كاردوتشي" مدير معهد بحوث الخجل بحامعة
ايربانا بالولايات المتحدة الأمريكية أن الطفل الخجول يمنعه خجله من
تصرفات كثيرة فيقول الآتي: أريد أن ألعب معهم ولكني لا أستطيع؛ فهذا
الطفل يحب المشاركة لذلك يشعر بالحرمان مما يسبب له كثيرا من الألم.
يأخذ الأطفال الذين يعانون من الخجل وقتا أطول للتأقلم علي الوجوه
الجديدة.
أنا خائف من أي شيء جديد، يفضل الطفل الخجول الروتين في حياته.
لذا عليك يا عزيزتي أن تكوني طبيبته وتمدي له يد المساعدة فهو مرتبط
بك كثيراً ويحبك أكثر؛ وطبيعي أن يستجيب لك أسرع .
- في المناسبات الصاخبة كأعياد الميلاد احرصي علي أن تصلي مبكرا حتي لا
يقابل المدعوين دفعة واحدة فيزيد ذلك خجله وارتباكه وكوني قريبة منه
إلي أن يصبح مستعدا للاندماج مع باقي الأطفال
- ادعي له صديقا للعب في بيتك ووفري لهم ألعابا أو أنشطة كثيرة وعندما
يشعر طفلك بالألفة والراحة انتقلي بهما للعب في حديقة النادي حيث
يلعبان عدة مرات ثم يمكنه بعد ذلك أن يلعب ألعابه المفضلة.
- أما المناسبات الكبيرة ممكن أن تصيب الطفل الخجول بالذعر حتي ولو كان
يعرف الكثير من الحاضرين لذلك حينما تكونين في زيارة عائلية حدثي طفلك
عمن سيلتقي بهم في الحفل واذا كان الحفل في منزلك فاجعليه يساعدك في تقديم
المشروبات.
- واعلمي جيدا أن ممارسة الرياضة تنمي الثقة داخل طفلك؛ فاحرصي على
أن تتواجدي معه في التدريب والبطولات لتدعمي ثقته بنفسه